لا يستوعبون النصح الا متاخرا ... جدا جدا
عندما وقفت قوى الحرية والتغيير ضد سياسات الدكتور بدوى وزير المالية السابق ورهبت الحكومة من صوت الشارع وخافت على نفسها كتبت وتحدثت فى اكثر من لايف ان سياسة بدوى الاقتصادية هى الحل الوحيد الممكن لانقاذ ما يمكن انقاذه رغم علمى ان تلك الخطوة ستكون مؤلمة لكن المها مؤقت وسرعان ما يبدا الاقتصاد فى التعافى ويومها نبهت ان من يرفضون سياسات بدوى اليوم سيجبرون عليها غدا .
بالامس اعلن وزير الطاقة المؤقت ان هناك تفكير حكومى فى رفع الدعم عن الوقود ,,, لماذا؟؟ مالذى تغير الان ؟؟
الحقيقة لم يتغير شئ سوى انهم لا يستوعبون الواقع الا بعد فوات الاوان ,,واقول بعد فوات الاوان لانهم لو فعلوا ذلك فى فترة بدوى لكان الامر اسهل واجدى خصوصا مع رفع الرواتب وقتها ومع خطة الدعم الاسري الذى كان قد قطع فيه بدوى شوطا طويلا مع برنامج الغذاء العالمى وصندوق النقد الدولى اما الان وبسبب التاخير فى هذا القرار وبسبب التدهور المستمر وافلاس الدولة والارتفاع الجنونى لنسبة التضخم لم تعد زيادات الرواتب لها معنى لان القيمة صارت مفقودة . اى ان الالم من هذه الخطوة على المواطن سيكون مضاعف عما كان عليه فى فترة بدوي .
قلت سابقا واكرر حتى لو غضب الناس منى ,, محاولات ارضاء المواطن بالطريقة الخاطئة مثلما كان يفعل النظام السابق ( طباعة العملة ) وغيرها من الكوارث قد ينتج عنها رضى وقتى لكنها فى النهاية تؤدى الى كارثة اسوء مما نحن فيها اليوم وسيدفع ثمنها اضعاف مضاعفة من انهيار كامل للوطن وعلى المدى البعيد سنعود لنفس الموقف الحالى لكن بما هو اسوء .
امام الحكومة فرصة ان لا تتاخر اكثر ,, يجب تفعيل برنامج الدعم الاسري الموقع مع صندوق النقد والاستفادة من المليار دولار اضافة للدعم الامريكي والاوربي المخصص لهذا الصندوق ليتم توجيهه بالطريقة الصحيحة فى دعم الاسر ومن ثم رفع الدعم عن الوقود بشكل عاجل . كلما تأخرت هذه الخطوة كلما زادت الفجوة والانهيار .
اتفهم جدا حجم الاعتراض واقدر موقف قوى الحرية والتغيير التى تنظر الى موقف الشارع وغضب الشارع لكن فى الختام ساضع الجميع امام تحدى وربنا يدينا العمر ونشوف :
لو ذهبت هذه الحكومة واتت الف حكومة لن تجد طريقة لانقاذ ما يمكن انقاذه الا برفع الدعم واتحدى فى ذلك وان غدا لناظره قريب .
نحن فى حالة لا يمكن معها الا العلاج بالكي او الموت بالغرغرينا
هشام عباس