ذهــب ولـم يعــــــد
ارفعوا قبعاتكم تحيةً للكنداكة هديل معاوية .. الم تسقط بعد
تنظيف الفساد مثل تنظيف الدرج ..
يبدأ من الأعلى نزولاً للأسفل (لي كوان يون)
اول سؤال لي في جدلية الوجود:
هل الحياة محض صدفة
ام ان هنالك نظام محكم موجود
إلى متى سنظل - في بلادي - ننتظر صدفة وجود موظفة شريفة و نظيفة (مثال: هديل معاوية) في الزمان و المكان المناسبين - على متن طائرة سودانية - وتكون بكامل يقظتها و تأهبها لتقع عيناها بمحض الصدفة على مهربين غبيين وقليلي الخبرة - من بين الآف المهربين - يلفتا الانتباه بتحركاتهم المرتبكة (كبكبة شديدة) ...
ومن ثم يحدثها حدسها لوهلة بإنه ربما هنالك شيء مريب في تصرفاتهما ، بعد ذلك لننتظر تدخل العناية الالهية لكي لا ينقطع حبل افكارها بسبب بكاء الاطفال و ازدحام الركاب و خفة بعض المسافرين لفتح مواضع وهمية - يحنكوا مع المضيفة - وتنصرف الى معارك جانبية
في افضل سيناريو سينمائي سوف تتحلى الموظفة هديل بالشجاعة اللازمة واخذ روح المبادرة للتقصي حول مشروعية ظنونها والتي قد تصيب وقد تخطئ: بالتأكيد في حالة الخطأ سيكون على هذه الموظفة تحمل كل انواع الاهانات و الشتم (مساخة و لماضة المسافرين)، واما في حالة صدق حدسها - على طريقة جميس بوند - وتم اكتشاف عملية تهريب الذهب ... سوف تنتقل هذه الموظفة الشقية الى مرحلة جديدة من النزاع الأزلي ما بين الخير و الشر: سيكون هذا النزاع رهينة عوامل كثيرة منها ظروفها الاقتصادية - التي بكل المعطيات ستكون ضعيفة جداً - والواعز الاخلاقي وصراعاتها الداخلية الاخرى
في تلك الأثناء في ذلك الوطن المكلوم يوجد الآف اللآجئيين والاطفال المشردين و المرضى المنتظرين العلاج و ملايين الاسر المحتاجين ناهيك عند الوضع الاقتصادي المزري و انعدام البنى التحتية وابسط مقومات الحياة الكريمة ،
في ظل الغياب القسري لدور الدولة السودانية بكل مؤسساتها ومسؤوليها (الله يجازي الكان السبب) سيتوقف مصير الملايين من ابناء الوطن على قرار هذه الموظفة المسكينة والمغلوب على امرها لتنحاز لصوت ثورتنا المجيدة - المتغول عليها من قبل رموز المجلس العسكري- التى تنادي بالحرية و السلام و"العدالة"
سؤال مشروع: هل الثروات القومية - مثال الذهب - فعلياً لازالت تتبع للدولة؟!!!
الم تسقط بعد ؟؟!!!!
خارجيات: اين تورد الاموال و الاصول المستردة من الكيزان عن طريق لجنة إزالة التمكين ؟ اين التقرير النهائي لمذبحة القيادة العامة وباقي الجرائم المرتكبة .. أين وأين وأين وأين وأين
التحية مرة أخرى لصاحبة الضمير الحي الكنداكة هديل معاوية 

د/ مازن ابوالحسن ٢١ فبراير ٢٠٢١