صورة دوريان غراي
![]() |
صورة دوريان غراي |
د/ مازن ابوالحسن
The Picture of Dorian Gray
“من ترى يحمل الآن عبء الهزيمة فينا
المغني الذي طاف يبحث للحلم عن جسد يرتديه
أم هو الملك المدَّعي أن حلم المغني تجسَّد فيه”
المتمعن جيداً في هذه الصورة والتي التقطت بعد بضعة ايام من سقوط نظام الطاغية عمر البشير ، تحديداً يوم ١٢ ابريل 2019 ، هذه الصورة “العفوية” - والعهدة على الرواي - ربما حملت بين طياتها الكثير من الاسرار
أترى هي صدفةٌ جمعت بين مناضل "صابيها مع الثوار" وقلبه على الثورة مع قائد عسكري وطني حريص على حياة الثوار ، ام كان لقاء - متفق عليه - لرسم خارطة طريق ما بعد السقوط
استفهامات كثيرة دارت حول المعارض السوداني (خلال فترة الإنقاذ) ابراهيم الشيخ لإنه جمع بين المعارضة و المال سوياً وحقق نجاح منقطع النظير في مجال البيزنس في عهد قطط الانقاذ السمان
- سبتمبر 2018 - وقبل ثلاثة شهور من اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة، ابراهيم الشيخ رئيس المؤتمر السوداني و أحد اهم المكونات لتحالف قوى نداء السودان أقروا بإستحالة اسقاط نظام البشير وأيدوا الانخراط في حوار مباشر مع النظام ضمن ما يعرف اصطلاحا بـ”الهبوط الناعم” الذي يعني الوصول إلى تسوية عبر الحل السياسي والمشاركة في انتخابات 2020 تحت اشراف نظام الطاغية
البرهان والذي تخرّج من الكلية الحربية، عمل في الخرطوم متنقلاً بين وحدات الجيش السوداني وشارك في جبهات القتال في جنوب السودان ودارفور ومناطق أخرى، كانت قد تدرج في زمن عهد نظام الانقاذ ووصل الى منصب المفتش العام للقوات المسلحة (في ثالث ارفع منصب) قبيل اندلاع ثورة ديسمبر المجيدة
- حلم الطفولة - ذكر عبدالفتاح البرهان اكثر من مرة إنه "يتذكر يوما ما، حينما كانوا جلوساً وهم أطفال مع والدهم البرهان عبد الرحمن، الذي توجه يومئذ بالحديث إليه ليبشره بأنه سيصبح قائداً للسودان
- اول ظهور حقيقي للفريق عبدالفتاح البرهان - كان اللقاء "العفوي" - وكمان العهدة على الراوي - بين ابراهيم الشيخ و البرهان في ميدان الاعتصام ونقاشهم "الشكلي امام الثوار " قبيل ساعات قليلة من تولي البرهان لزمام الامور في البلاد
تقلد ابراهيم الشيخ عضوية اللجنة المركزية لقوى إعلان الحرية والتغيير خلال فترة التفاوض مروراً بتوقيع الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري وحتى تشكيل اول حكومة لفترة ما بعد الانقاذ
- في فبراير 2020 - ابراهيم الشيخ يعلن اعتزاله العمل السياسي واستقالته من جميع مناصبه السياسية على جميع الأصعدة - بعد إن اطمأن على مسار الثورة على حد تعبيره -
- في مارس 2020 - عبدالفتاح البرهان رئيس المجلس السيادي يقنع عضو المجلس المركزي لحزب المؤتمر السوداني إبراهيم الشيخ للعدول عن قراره الأخير باعتزال السياسة
- في اكتوبر 2020 - تم التوقيع على اتفاق جوبا للسلام في السودان بين الشق العسكري في المجلس السيادي و الجبهة الثورية "أحد اهم افرع نداء السودان"
- في فبراير 2021 - تكوين حكومة "هبوط ناعم كاملة الدسم"
جديدة وتم تعيين ابراهيم الشيخ وزيرًا للصناعة
للحكايةِ بقية
خاتمة:
"لو أمكنني أن أظل شاباً وتكبر الصورة في عمرها! من أجل هذا -من أجل هذا- سأقدم كل شيء، سأقدم كل شيء، سأقدم روحي مقابل ذلك!"
كما قال أوسكار وايلد على لسان - دوريان غراي - بطل القصة